
الذهب يرقص على رؤوس الثعابين… لحظة قد تغيّر كل شيء!
تحليل اقتصادي وفني شامل للذهب
إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني
يشهد الذهب مرحلة مفصلية قد تُحدّد مساره خلال الفترة القادمة، إذ أن خطوة واحدة فقط قد تغيّر المشهد بالكامل. في هذا التحليل نرصد اللحظة الحرجة التي يمر بها الذهب، بين احتمالية الانفجار الصاعد أو الوقوع في فخ التصحيح، ونستعرض أبرز المعطيات الاقتصادية والفنية المؤثرة.
أولًا: التحليل الاقتصادي والجيوسياسي
تترقب الأسواق مجموعة من البيانات المهمة التي قد تلعب دورًا كبيرًا في تحركات الذهب خلال الأسبوع الحالي، وعلى رأسها:
- مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي (الثلاثاء)
- محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (الأربعاء)
- طلبات الإعانة الأمريكية والناتج المحلي الإجمالي (الخميس)
- مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (Core PCE) – ويُعد المؤشر الرئيسي لقياس التضخم الأمريكي، وهو ما يوليه الفيدرالي اهتمامًا بالغًا
هذه البيانات تمثل نقاط تحوّل محتملة في السوق، وتنعكس عادةً بشكل لحظي على حركة الذهب، خصوصًا في بيئة تسودها الضبابية الاقتصادية وتزايد مستويات عدم اليقين.
ثانيًا: التحليل الفني للذهب (XAUUSD)
على الصعيد الفني، لا يزال الذهب يحافظ على تداولاته ضمن المسار الصاعد، ويستقر بالقرب من منطقة دعم محورية عند 3260 دولار للأونصة، وهي منطقة يتقاطع عندها المتوسط المتحرك لـ55 يوم على الإطار الزمني 4 ساعات، مما يعزز من قوتها كمستوى دعم متحرك.
بالإضافة إلى ذلك، يواصل السعر التداول أعلى خط الاتجاه الصاعد، مما يُبقي النظرة الفنية إيجابية طالما لم يتم كسر هذا المستوى.
السيناريو الإيجابي:
- استمرار التداولات أعلى 3260 دولار يُبقي على التوقعات الصاعدة.
- لا تزال النغمة الإيجابية هي المسيطرة على السوق.
السيناريو السلبي:
- في حال كسر مستوى 3260 دولار بشكل فعلي ومؤكد على فريم الأربع ساعات، قد نكون أمام موجة تصحيح أوسع.
ثالثًا: فرصة التداول لهذا الأسبوع
للمتداولين على المنصات:
- البيع لا يُنصح به إلا بعد كسر مستوى 3240 دولار على فريم 15 دقيقة، مع تحقق كامل شروط الكسر، ما قد يفتح المجال لهبوط نحو 3140 ثم 3040 دولار.
- الشراء لا يُعاد النظر فيه إلا بعد اختراق مستوى 3360 دولار.
للمستثمرين على المدى الطويل:
- من يستثمر في الذهب لفترة بين 7 إلى 10 سنوات، يمكنه الشراء من المستويات الحالية، فطبيعة الذهب التاريخية تميل إلى الصعود، مما يجعله ملاذًا لحفظ القيمة وتحقيق عائد استثماري جيد.
للمضاربين على الذهب الفعلي أو الكاش:
- يمكن الشراء طالما أن الأسعار أعلى من 3260 دولار.
- في حال تم كسر هذا المستوى، يُنصح بالتخلي عن المراكز الشرائية.
- الأهداف الفنية المحتملة: 3350 و3400 دولار.
لمن يفكر في بيع الذهب الذي يملكه:
- إذا شارف الاستثمار على نهايته، يُنصح بجني الأرباح والانتظار لبناء مراكز جديدة في وقت لاحق.
- أما في حالات الضرورة أو الحاجة إلى السيولة، فيُكتفى ببيع ما يُغطي الحاجة فقط، مع الاحتفاظ بما تبقى كأصل استراتيجي.
الخلاصة
الذهب يقف أمام مفترق طرق، حيث يمثل مستوى 3260 دولار نقطة الحسم الفاصلة بين استمرار الزخم الصاعد أو بدء موجة تصحيحية. وتبقى العوامل الاقتصادية والجيوسياسية عنصرًا حاسمًا في تحديد الاتجاه القادم.
سؤال مفتوح للنقاش:
هل سيحافظ الذهب على تماسكه أعلى 3260 دولار؟
أم أننا على مشارف كسر فني قد يقودنا لموجة هبوط جديدة؟
إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني
التعليقات