ملخص لما جاء في خطاب السيد جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي عقب تثبيت أسعار الفائدة 18/6/2025 :

image
بواسطة : Mohammed Qais

نشر : الأربعاء 18 يونيو, 2025

تصريحات باول بعد تثبيت الفائدة: الفيدرالي يراقب بحذر ويستعد لخفض محدود

تم إعداده بواسطة: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

عقد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مؤتمره الصحفي يوم الأربعاء الموافق 18 يونيو 2025، عقب قرار لجنة السوق المفتوحة بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير ضمن النطاق الحالي بين 4.25% و4.5%. وقد جاءت تصريحاته حذرة ومحسوبة، في ظل ضغوط اقتصادية وجيوسياسية متصاعدة، خاصة مع استمرار آثار التعريفات الجمركية، وتباطؤ التضخم، وتقلّب أسواق العمل.

الفيدرالي يتمسك بالاستقلال ويخفض توقعاته للنمو

أكد باول خلال المؤتمر أن البنك المركزي لا يخضع لأي ضغوط سياسية، في إشارة غير مباشرة إلى الانتقادات المتزايدة من البيت الأبيض والدعوات لخفض سريع في الفائدة. وشدد على أن السياسة النقدية ستظل مرهونة بتحليل دقيق للبيانات الاقتصادية، خاصة في ما يتعلق بالتضخم وسوق العمل.

ورغم تثبيت الفائدة، أشار باول إلى أن معظم أعضاء اللجنة الفيدرالية يتوقعون تنفيذ خفضين للفائدة خلال ما تبقى من العام، بمقدار ربع نقطة مئوية لكل منهما، ليصل إجمالي الخفض المحتمل إلى نصف نقطة. وجاء ذلك متوافقاً مع توقعات السوق، لكن باول أوضح أن هذه التوقعات لا تعني التزاماً بتنفيذ الخفض، بل تبقى مرهونة بتطور المعطيات الاقتصادية.

التضخم والتعريفات تحت المجهر

لفت باول إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً نسبياً مقارنة بهدف البنك البالغ 2%، حيث بلغ مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE Core) نسبة 2.6% على أساس سنوي. وأوضح أن آثار التعريفات الجمركية المتزايدة على السلع بدأت تظهر بشكل تدريجي، لا سيما في فئات مثل الحواسيب ومعدات الترفيه، مشيراً إلى أن الأشهر القادمة قد تشهد المزيد من ارتفاع الأسعار المدفوع بالرسوم الجمركية.

وفي هذا السياق، تبنى باول نبرة حذرة، قائلاً إن الفيدرالي في وضع يسمح له بـ”الانتظار والترقب”، لمراقبة التأثير الكامل لهذه التطورات قبل اتخاذ أي خطوات جديدة.

سوق العمل قوي ولكن لا يضغط على الأسعار

أشار باول إلى أن سوق العمل في الولايات المتحدة لا يزال يتمتع بقوة ملحوظة، حيث يستقر معدل البطالة عند 4.2%، ويبلغ متوسط نمو الوظائف الشهري نحو 135 ألف وظيفة. إلا أنه أكد أن هذا التحسن لا يُعد عاملاً ضاغطاً على الأسعار، ما يمنح الفيدرالي هامشاً للمناورة بشأن الفائدة.

تباين داخلي في آراء صناع القرار

أظهرت التوقعات الجديدة تبايناً واضحاً بين أعضاء لجنة الفيدرالي، حيث صرّح باول بأن 7 أعضاء لا يتوقعون خفضاً للفائدة خلال العام الجاري، وهو ما يعكس الانقسام داخل المجلس حيال أفضل مسار للسياسة النقدية، خاصة في ظل تزايد عدم اليقين العالمي.

رسائل باول للأسواق

استقبلت الأسواق تصريحات باول بقدر من التوازن، حيث لم يتبنّ خطاباً متشدداً ولا تيسيرياً، ما ساعد مؤشرات الأسهم الأمريكية على الارتفاع. وقد أوضح باول أن الفيدرالي سيتحرك بناءً على البيانات، مع ترك الباب مفتوحاً لأي تعديل في السياسة حسب ما تقتضيه الظروف.


خلاصة المقال:

باول رسم ملامح سياسة نقدية قائمة على “الانتظار والمراقبة”، مع احتمال خفض محدود للفائدة في حال استمر تباطؤ التضخم وتزايد أثر التعريفات. في الوقت ذاته، أكد تمسك الفيدرالي باستقلاليته رغم الضغوط السياسية، مع الحفاظ على مرونة تمكنه من الاستجابة لأي مفاجآت في البيانات الاقتصادية القادمة.

تم الإعداد بواسطة الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

Loading

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *