بيان الفيدرالي الأمريكي – 30يوليو 2025: تثبيت الفائدة وسط انقسام داخلي وضغوط سياسية

إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

صوّتت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الأربعاء، لصالح الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، ضمن النطاق المستهدف بين 4.25% و4.5%، في قرار اتخذ بأغلبية 9 مقابل 2، رغم الضغوط السياسية المتزايدة من الرئيس السابق دونالد ترامب، واعتراض اثنين من أعضاء اللجنة المحافظين.

وقد خالف كل من العضوين ميشيل بومان وكريستوفر والار التوجه السائد داخل اللجنة، داعين إلى بدء التيسير النقدي استنادًا إلى مؤشرات تراجع التضخم وتوقعات بضعف سوق العمل قريبًا. وتمثل هذه المعارضة المزدوجة سابقة هي الأولى من نوعها منذ عام 1993، مما يعكس انقسامًا داخليًا غير معتاد في قرارات السياسة النقدية.

تحديث اقتصادي حذر

بيان الفيدرالي لم يحمل تغييرات جذرية، لكنه أشار بوضوح إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي خلال النصف الأول من العام، مع استمرار التقلبات في بيانات التجارة الخارجية. ورغم استمرار قوة سوق العمل، وكون معدل البطالة لا يزال منخفضًا، فإن الفيدرالي أكد أن التضخم ما زال مرتفعًا نسبيًا، مع تقييم أقل تفاؤلاً لحالة عدم اليقين مقارنة ببيان شهر يونيو الماضي.

توقعات الأسواق وتحركات سبتمبر

تشير الأسواق إلى ترجيحات متزايدة باتخاذ الفيدرالي قرارًا بخفض سعر الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل، خاصة مع تزايد إشارات التباطؤ الاقتصادي، ولكن الفيدرالي لم يقدّم التزامًا صريحًا بهذا الاتجاه حتى الآن. ومن المقرر أن يُدلي رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بتصريحات مهمة في مؤتمر صحفي عند الساعة 2:30 مساءً بالتوقيت الشرقي، قد توضح ملامح الخطوة المقبلة.

وفي ظل غياب المحافظة أدريانا كوجلر عن التصويت، ضم الاجتماع 11 عضواً فقط، مما يزيد من أهمية كل صوت داخل اللجنة. الجدير بالذكر أن مسؤولي الفيدرالي كانوا قد لمحوا في اجتماع يونيو إلى إمكانية إجراء تخفيضين في سعر الفائدة خلال عام 2025، مما يضع الاجتماع المقبل تحت مجهر الأسواق والمستثمرين.