ملخص لما جاء في خطاب السيد جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي عقب خفض أسعار الفائدة 29/10/2025 : 

image
بواسطة : Mohammed Qais

نشر : الأربعاء 29 أكتوبر, 2025

أبرز تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول – إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

29 أكتوبر 2025


أولاً: تصريحات عامة حول الوضع الاقتصادي

التصريح: البيانات الأخيرة لا تُظهر تغيّراً قوياً منذ الاجتماع السابق، وتشير إلى اعتدال النشاط الاقتصادي داخل الولايات المتحدة.

التحليل: الاقتصاد الأمريكي لا يزال في مرحلة تباطؤ معتدل، ما يمنح الفيدرالي مساحة للتحرك تدريجياً نحو سياسة نقدية أكثر مرونة دون إشعال موجة تضخمية جديدة.

التصريح: الفيدرالي قرر خفض الفائدة بنحو 25 نقطة أساس دعماً لتحقيق أهدافه المزدوجة المتمثلة في التوظيف الكامل واستقرار الأسعار.

التحليل: الخفض المحدود للفائدة يعكس رغبة الفيدرالي في تحقيق توازن دقيق بين دعم النمو وضبط التضخم الذي ما زال فوق المستوى المستهدف.

التصريح: أعضاء الفيدرالي يتخوفون من أن التضخم المرتفع قد يكون مستداماً، خاصة مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار.

التحليل: هذا التحذير يعكس خشية صانعي السياسة من أن الضغوط السعرية باتت هيكلية وليست مؤقتة، ما قد يُبقي التضخم في مستويات تفوق 2% لفترة أطول من المتوقع.


ثانياً: حول السياسة النقدية والتوجهات المستقبلية

التصريح: المزيد من خفض الفائدة في ديسمبر ليس أمراً محسوماً.

التحليل: الفيدرالي سيتحرك بناءً على البيانات الاقتصادية المتاحة، مما يترك الباب مفتوحاً لمزيد من الحذر قبل أي خفض إضافي.

التصريح: قررنا إنهاء عملية خفض حيازتنا من الأصول في الأول من ديسمبر، مع إعلان تجميد حجم الميزانية العمومية.

التحليل: هذه الخطوة تمثل انتقالاً من التشديد الكمي إلى مرحلة الاستقرار المالي، لتفادي أي ضغوط سيولة قد تؤثر على الأسواق قصيرة الأجل.

التصريح: باول: التصويت على خفض الفائدة كان قوياً ومتيناً، وسنضيف احتياطيات عند نقطة معينة.

التحليل: التأكيد على قوة التصويت يعزز الثقة في التوجه الحالي للفيدرالي، بينما يشير الحديث عن إضافة الاحتياطيات إلى استعداد البنك لتوسيع السيولة عند الحاجة.


ثالثاً: تأثير الإغلاق الحكومي والبيانات الاقتصادية

التصريح: الإغلاق الحكومي الأمريكي يؤثر على توفر البيانات الاقتصادية، والقرارات تُتخذ حالياً بناءً على بيانات محدودة.

التحليل: غياب البيانات الرسمية يضع الفيدرالي في موقف صعب، إذ يشبه باول اتخاذ القرارات دون بيانات بـ “قيادة سيارة وسط الضباب”، ما يعزز حالة عدم اليقين تجاه المسار الاقتصادي.

التصريح: لا أعتقد أننا سنحصل على فهم دقيق للاقتصاد أثناء الإغلاق الحكومي.

التحليل: هذا التصريح يوضح مدى اعتماد الفيدرالي على البيانات الحكومية في توجيه قراراته، ويُبرز المخاطر المرتبطة بتأخر التقارير الإحصائية.


رابعاً: التزامات الفيدرالي وتوجهاته القادمة

التصريح: نحن ملتزمون بإعادة التضخم إلى مستوى 2%، رغم استمرار تأثيره السلبي على المواطنين.

التحليل: تأكيد باول على هدف 2% يعكس إصرار الفيدرالي على المضي في مسار انكماشي مدروس حتى تحقيق الاستقرار السعري الكامل.

التصريح: معدلات الفائدة الحالية أعلى قليلاً من المتوسط المحايد.

التحليل: هذا يعني أن السياسة النقدية ما تزال مقيدة جزئياً، وهو ما يمنح الفيدرالي مساحة لاحقة لخفض تدريجي في حال تباطؤ النمو دون فقدان السيطرة على الأسعار.

التصريح: نخفض الفائدة بهدف تعزيز الطلب على التوظيف وإنعاش الاقتصاد.

التحليل: الهدف هو تحقيق التوظيف الكامل بالتوازي مع ضبط التضخم، ما يبرر الخطوات التدريجية الحالية.

التصريح: نحتاج إلى بعض الوقت لبدء الإنتاج المحلي لتفادي ارتفاع الأسعار الناتج عن الرسوم الجمركية.

التحليل: يشير باول إلى أهمية السياسة الصناعية والتجارية في دعم أهداف السياسة النقدية، إذ لا يمكن كبح التضخم دون معالجة أسباب ارتفاع التكاليف في جانب العرض.


خامساً: انعكاسات القرار على الأسواق

الملخص: رغم خفض الفائدة، جاءت تصريحات باول بنبرة حذرة ومقيدة للسيولة، مما أدى إلى هبوط الذهب والبيتكوين والمؤشرات الأمريكية.

التحليل: الأسواق كانت تأمل في إشارة واضحة نحو دورة خفض ممتدة للفائدة، لكن تصريحات باول أظهرت التزاماً صارماً بكبح التضخم وإبقاء السياسة النقدية حذرة، ما دفع المستثمرين إلى تقليل المخاطرة:

  • الذهب: تراجع بعد جني الأرباح وارتفاع عوائد السندات والدولار، إذ فُسّر خفض الفائدة على أنه محدود وغير كافٍ لدعم المعدن.
  • البيتكوين: تأثر بانخفاض السيولة العالمية وتراجع شهية المخاطرة، مع ارتفاع الدولار الذي قلل جاذبية الأصول الرقمية.
  • المؤشرات الأمريكية: انخفضت بسبب غياب إشارات التيسير السريع، واستمرار القلق من تباطؤ النمو مع بقاء التضخم مرتفعاً.

الخلاصة التنفيذية:

الهبوط الجماعي للأصول يعكس إدراك الأسواق أن الفيدرالي – رغم خفضه للفائدة – لا يزال بعيداً عن التحول نحو سياسة تيسيرية كاملة، بل يسعى إلى موازنة دقيقة بين السيطرة على التضخم ودعم النمو الاقتصادي.

Loading

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *