ملخص لمستجدات سوق الذهب العالمي – إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

الإثنين 24 نوفمبر 2025 – السعر الفوري يقارب 4053 دولار للأونصة

---

أولاً: نظرة سريعة على حركة الذهب

يتداول الذهب عالمياً اليوم حول نطاق تقريبي بين 4,340–4,360 دولار للأونصة مع سعر فوري يقارب 4,350 دولاراً للأونصة، وذلك بعد فترة سابقة كان يتحرك فيها بالقرب من مستويات 4,040–4,060 دولاراً للأونصة حول مستوى 4,046 دولار الذي تمت متابعته في بداية الأسبوع.

بعد الاندفاعة الصعودية فوق 4,200 دولار في الأسابيع الماضية، دخل الذهب في مرحلة تماسك فوق الحاجز النفسي 4,000 دولار، في إطار إعادة بناء قاعدة سعرية ضمن اتجاه صاعد أطول مدى، قبل أن ينجح حالياً في توسيع مكاسبه باتجاه مستويات أعلى من 4,300 دولار.

مستويات المراقبة اليوم والمقبلة (ليست توصيات تداول):

لا تزال المنطقة بين 4,030–3,990 دولار تمثل محور دعم فني مهم على المدى القصير، مع اعتبار النطاق بين 3,955–3,990 دولار قاعدة دعم هامة للموجة الحالية في حال عودة الأسعار للتصحيح.

على الجانب المقابل، كانت مستويات 4,110 ثم 4,160 دولار للأونصة تمثل مقاومات محورية، وقد أدى اختراقها سابقاً إلى إعادة الزخم الصاعد بقوة وفتح الباب أمام استهداف مناطق أعلى فوق 4,300 دولار.

---

ثانياً: الفيدرالي الأمريكي، العوائد، والدولار – ماذا يغيّر في الصورة؟

الخبر: رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز، صرّحت مؤخراً بأن السياسة النقدية حالياً في “المكان الصحيح” وأنها مترددة بشأن خفض الفائدة، في لهجة يمكن اعتبارها حذرة أو مائلة للتشدد نسبياً.

التحليل والتأثير المحتمل: هذه اللهجة الحذرة تضغط نفسياً على الذهب لأنها تقلل من تسعير الأسواق لمسار تيسيري قوي وسريع، لكنها في الوقت ذاته لم تصل إلى درجة توحي بجولة تشديد جديدة، ما يجعل الأثر حتى الآن محدوداً في إطار تهدئة المبالغة في التسعير الإيجابي لصالح الذهب.

الخبر: في المقابل، تتزايد رهانات الأسواق على احتمال خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر، وهو ما دعم شهية المخاطرة في الأسهم مع بداية هذا الأسبوع.

التحليل والتأثير المحتمل: ارتفاع توقعات خفض الفائدة يبقي الضغوط على الدولار والعوائد الحقيقية، وهو ما يميل نظرياً لصالح الذهب بوصفه أصلاً لا يدر عائداً، ويجعل التراجعات صوب 4,000–3,990 دولار أقرب لتصحيحات داخل اتجاه صاعد.

الخبر: العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات يدور قرب 4.06% مع ميل طفيف للهبوط مقارنة بجلسات سابقة.

التحليل والتأثير المحتمل: تراجع العوائد – ولو بشكل محدود – يخفف تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب، ويدعم نظرياً بقاء الأسعار في المناطق المرتفعة الحالية طالما لم نشهد انعكاساً حاداً في اتجاه العوائد.

---

ثالثاً: العوامل الجيوسياسية والطلب على الذهب كملاذ آمن

الخبر: تقارير دولية متعددة تشير إلى أن الارتفاعات القياسية لأسعار الذهب خلال أكتوبر 2025 جاءت نتيجة تزايد التوترات الجيوسياسية واستمرار شراء البنوك المركزية بكثافة، مع توقعات ببقاء الأسعار مرتفعة نسبياً حتى 2026 إذا استمرت حالة عدم اليقين.

التحليل والتأثير المحتمل: الطلب الاستراتيجي من البنوك المركزية يضيف طبقة دعم طويلة الأجل لسوق الذهب، ويقلل من حدة الضغوط الناتجة عن جني الأرباح أو تقلبات الدولار على المدى القصير.

الخبر: دراسات حديثة تؤكد أن التوترات الإقليمية ومخاطر الطاقة والاختلال في سلاسل الإمداد ما تزال قائمة، وهو ما يبقي الطلب على الملاذات الآمنة حاضراً في خلفية المشهد.

التحليل والتأثير المحتمل: في ظل هذه البيئة، يصبح من الصعب الحديث عن “نهاية قصة الذهب”، وأي انفراجة حقيقية في الملفات الجيوسياسية الكبرى قد تهدئ الزخم الصعودي، لكنها لا تلغي مكانة الذهب كأصل تحوطي رئيسي في المحافظ المؤسسية.

---

رابعاً: صورة بيوت الخبرة والتوقعات المتوسطة الأجل

الخبر: بعض البنوك الاستثمارية تشير إلى أن بقاء الذهب فوق مستوى 4,000 دولار بدأ يؤثر سلباً على الطلب الفعلي في قطاع المجوهرات ويشجع على زيادة الإمدادات من جانب المناجم، مع توقعات بأن يدور متوسط السعر قرب 3,950 دولار بنهاية 2025، وربما يتراجع قليلاً في 2026 إذا تباطأ شراء البنوك المركزية.

التحليل والتأثير المحتمل: هذه الرؤية توضح أن جزءاً من الارتفاعات الحالية قد يعكس تسعيراً مسبقاً لمخاطر مستقبلية، ما يعني أن السوق قد يصبح أكثر حساسية لأي بيانات إيجابية للدولار أو العوائد قد تدفع إلى موجات جني أرباح أوسع.

الخبر: نماذج للتوقعات اليومية كانت ترجح سابقاً نطاقاً للحركة بين 3,952 و4,157 دولار مع متوسط قريب من 4,055 دولار، وهو ما كان منسجماً مع التداولات السابقة عند 4,046 دولار قبل امتداد الحركة الصعودية الحالية إلى قرب 4,350 دولار.

التحليل والتأثير المحتمل: اختراق الحد العلوي لتلك النطاقات السابقة يعكس قوة الزخم الشرائي، لكنه في الوقت نفسه يزيد من احتمالية ظهور موجات تصحيح عند أي مفاجآت متشددة من الفيدرالي أو ارتفاع حاد في العوائد.

---

خامساً: الخلاصة العملية لليوم 24 نوفمبر 2025

العوامل الداعمة للذهب اليوم:

– توقعات متزايدة بخفض فائدة الفيدرالي في اجتماع ديسمبر.

– تراجع طفيف في عوائد السندات الأمريكية مقارنة بذروة الأشهر الماضية.

– استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي، إلى جانب مشتريات قوية من البنوك المركزية.

العوامل الضاغطة على الذهب اليوم:

– تصريحات حذرة من بعض أعضاء الفيدرالي بشأن خفض الفائدة، ما يحد من تسعير دورة تيسير قوية وسريعة.

– مخاوف من تراجع الطلب الفعلي مع بقاء الأسعار قرب مستويات تاريخية مرتفعة، واحتمال اتجاه بعض المتعاملين إلى جني الأرباح من المستويات الحالية أو الأعلى.

القراءة العامة لحركة الذهب:

طالما بقيت الأسعار أعلى نطاق 4,000–3,990 دولار، يبقى السيناريو الأرجح هو استمرار تصحيحات داخل مسار صاعد أكبر، مع قابلية فنية لاختبار نطاقات مقاومة جديدة بعد تجاوز 4,160 دولار باتجاه 4,300–4,400 دولار وربما ما فوقها، ما لم تظهر مفاجآت متشددة في لهجة الفيدرالي أو ارتفاعات حادة في العوائد.

أما كسر واضح وثابت دون 3,955–3,900 دولار (في حال حدوثه لاحقاً)، فسيُعد إشارة أولية على انتقال السوق إلى مرحلة تصحيح أعمق، وهو سيناريو يحتاج إلى مزيد من الوقت والبيانات لتأكيده.

---

سؤال للنقاش:

برأيك، هل مستويات الذهب الحالية قرب 4053 دولار للأونصة تمثل فرصة لتعزيز المراكز الشرائية على المدى المتوسط، أم أنها منطقة يُفضَّل عندها جني جزء من الأرباح والانتظار لتصحيحات أعمق؟