ملخص لمستجدات سوق الذهب العالمي – إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

26 نوفمبر 2025 – السعر الفوري يقارب 4,150 دولار للأونصة

---

أولاً: نظرة سريعة على حركة الذهب

يتداول الذهب حالياً قرب مستوى 4,150 دولاراً للأونصة في نطاق يتراوح تقريباً بين 4,130 و4,175 دولاراً خلال الجلسات الأخيرة، مع تحركات قرب قمم شهر نوفمبر مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة وضعف نسبي في الدولار.

جاء هذا الأداء بعد أن شهد الذهب موجة صعود قوية خلال الفترة الماضية من منطقة تقارب 4,000 دولار للأونصة وصولاً إلى قمم تاريخية قرب 4,380 دولاراً، قبل أن يتعرض لتصحيح نحو 4,050 دولاراً ثم يعاود الصعود مجدداً إلى المنطقة الحالية حول 4,150 دولاراً، مع تحرك السعر داخل قناة صاعدة وهيكل قمم وقيعان أعلى على الأطر القصيرة.

مستويات فنية مهمة لليوم (ليست توصية تداول):

• دعم رئيسي أول: 4,130 دولاراً للأونصة.

• دعم ثانٍ محتمل: 4,050 دولاراً للأونصة، مع أهمية نفسية قوية لمستوى 4,000 دولار في حال توسع التصحيح.

• مقاومة قريبة أولى: 4,170 دولاراً للأونصة.

• مقاومة تالية: 4,200 دولاراً للأونصة، واختراقها قد يفتح المجال للعودة نحو نطاق 4,250–4,300 دولار.

---

ثانياً: الأخبار الاقتصادية الأمريكية والدولار والفائدة

الخبر: تصريحات من عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر تفيد بأن خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر يُعد خطوة مناسبة في ضوء تباطؤ الاقتصاد، مع تأكيده أن مسار السياسة بعد ذلك سيظل معتمداً على البيانات وقد يكون أكثر حذراً.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: هذه التصريحات تدعم سيناريو بدء دورة خفض الفائدة ولو بخطوة محدودة، ما يضغط على عوائد السندات ويحد من قوة الدولار نسبياً، وهو ما يميل إلى دعم أسعار الذهب، لكن مع استمرار قدر من عدم اليقين يكفي لإبقاء التذبذب قائماً حول القمم الحالية.

الخبر: تراجع رهانات “التيسير العدواني” مقارنة بذروة شهر أكتوبر، حيث تشير استطلاعات حديثة إلى أن الأسواق باتت تسعر خفضاً محدوداً للفائدة بدلاً من سلسلة متتالية وسريعة من التخفيضات.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: هذا التراجع في توقعات الخفض العميق يمنح الدولار والعوائد بعض الدعم النسبي، ويُبطئ من وتيرة صعود الذهب، لكنه لا يغيّر الصورة الأكبر التي تظل تميل لصالح الذهب في بيئة تتحول تدريجياً من التشديد إلى التيسير مع بقاء المخاطر العالمية مرتفعة.

الخبر: بيانات أمريكية حديثة لمؤشرات مثل التضخم المنتج ومبيعات التجزئة جاءت أقل من التوقعات أو بدون مفاجآت إيجابية كبيرة، ما يعزز قناعة السوق بأن الفيدرالي يقترب من نهاية دورة التشديد وأن نطاق الفائدة الحالي مرشح للتراجع تدريجياً خلال 2025–2026.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: هذه البيانات تضغط على العوائد الحقيقية وتحد من قوة الدولار، وتدعم بقاء الذهب فوق الحاجز 4,100 دولار، مع ميل المتعاملين لاعتبار أي تراجع باتجاه 4,050–4,000 دولار فرصة لإعادة بناء المراكز متوسطة وطويلة الأجل.

---

ثالثاً: العوامل الجيوسياسية والطلب العالمي على الذهب

الخبر: استمرار التوترات الجيوسياسية في عدد من المناطق إلى جانب مخاطر الطاقة وتنامي الحديث عن تنويع احتياطيات البنوك المركزية بعيداً عن الدولار، مع بقاء مشتريات الذهب من قبل هذه البنوك عند مستويات مرتفعة خلال 2025.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: هذه البيئة تدعم عادة الطلب على الملاذات الآمنة وتُبقي الذهب في صدارة الأصول التحوطية لدى البنوك المركزية وصناديق الاستثمار. واستمرار هذه المخاطر أو تصاعدها يرجح زيادة الطلب الاستثماري على الذهب ويميل بالأسعار للصعود، في حين أن أي تهدئة حقيقية ومستدامة قد تخفف مؤقتاً من زخم الارتفاع لصالح الأصول عالية المخاطر، دون إلغاء دور الذهب الاستراتيجي في المحافظ على المدى الطويل.

---

رابعاً: خلاصة اليوم والاتجاه المبدئي المحتمل للذهب

الوضع العام حالياً: يتحرك الذهب حول مستوى 4,150 دولاراً للأونصة داخل نطاق يقارب 4,130 – 4,175 دولاراً، مع ميل واضح لوصف الاتجاه بأنه صاعد على المدى القصير وصاعد/إيجابي على المدى المتوسط طالما حافظت الأسعار على التداول فوق 4,000 دولار.

أهم العوامل الداعمة للذهب اليوم:

• توقعات بدء دورة خفض الفائدة في الولايات المتحدة ولو بخطوة أولى في ديسمبر.

• إشارات إلى تباطؤ تدريجي في الزخم الاقتصادي الأمريكي بما يعزز حجة التيسير النقدي مستقبلاً.

• استمرار التوترات الجيوسياسية وموجة مشتريات البنوك المركزية للذهب كجزء من تنويع الاحتياطيات.

أهم العوامل الضاغطة على الذهب اليوم:

• تراجع رهانات “التيسير العدواني” بما يمنح الدولار والعوائد بعض الدعم النسبي.

• اقتراب السعر من قمم تاريخية مع ظهور إشارات فنية على تشبّع شرائي قد يشجع على جني أرباح قصير الأجل.

القراءة المبدئية لحركة الذهب خلال الجلسة:

طالما بقيت الأسعار أعلى نطاق 4,130–4,100 دولار، فإن السيناريو الأقرب هو استمرار محاولات الصعود لاختبار مستوى 4,170 دولاراً ثم 4,200 دولار للأونصة، مع إمكانية امتداد الحركة نحو 4,250–4,300 دولار إذا استمر تماسك توقعات خفض الفائدة ولم تصدر مفاجآت متشددة من الفيدرالي.

أما في حال كسر واضح وثبات أدنى مستوى 4,050 ثم 4,000 دولار، فقد يفتح ذلك الباب أمام تصحيح أوسع لاختبار منطقة 3,950 دولاراً وفق بعض النماذج الفنية، مع بقاء هذا السيناريو حالياً أقل ترجيحاً من سيناريو التصحيح داخل اتجاه صاعد.

---

سؤال للنقاش:

في ضوء تداول الذهب قرب 4,150 دولاراً للأونصة وتزايد الحديث عن خفض الفائدة، هل ترى أن هذه المستويات ما زالت مناسبة لبناء مراكز شرائية جديدة، أم أنها منطقة يُفضَّل عندها جني جزء من الأرباح وانتظار تصحيحات أعمق؟