ملخص لمستجدات سوق الذهب العالمي – إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

27 نوفمبر 2025 – السعر الفوري يقارب 4,158 دولاراً للأونصة

---

أولاً: نظرة سريعة على حركة الذهب

يتداول الذهب حالياً قرب مستوى 4,158 دولاراً للأونصة في نطاق تقريبي يتراوح بين 4,140 و4,180 دولاراً خلال الجلسات الأخيرة، مع استمرار التماسك قرب قمم أسبوعية بدعم من توقعات خفض الفائدة الأمريكية وضعف نسبي في الدولار.

جاء هذا الأداء بعد أن شهد الذهب موجة صعود قوية انطلقت من مناطق 4,000–4,050 دولاراً للأونصة باتجاه قمم تاريخية فوق 4,300 دولار خلال الأسابيع الماضية، قبل أن يدخل في مرحلة تذبذب وتصحيح عرضي أعلى الحاجز النفسي 4,000 دولار. ويتحرك السعر حالياً داخل قناة صاعدة على إطار الأربع ساعات مع هيكل قمم وقيعان أعلى، مما يجعل منطقة 4,140–4,160 دولاراً محوراً رئيسياً لصراع المشترين والبائعين.

مستويات فنية مهمة لليوم (ليست توصية تداول):

• دعم رئيسي أول: 4,140 دولاراً للأونصة (قاع نطاق التذبذب القصير الأجل).

• دعم ثانٍ محتمل: 4,080 ثم 4,000 دولار للأونصة، مع اعتبار منطقة 3,955 دولاراً دعماً أعمق في حال توسّع التصحيح.

• مقاومة قريبة أولى: 4,175–4,200 دولاراً للأونصة، وهي المنطقة التي فشل السعر مؤخراً في الإغلاق فوقها بثبات.

• مقاومة تالية: 4,250–4,300 دولاراً للأونصة، واختراقها قد يعيد فتح الطريق نحو إعادة اختبار القمة التاريخية المسجّلة أعلى 4,380 دولاراً.

---

ثانياً: الأخبار الاقتصادية الأمريكية والدولار والفائدة

الخبر الأول: استمرار رهان قوي في الأسواق على أن الاحتياطي الفيدرالي سيقدم على خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر، مع تسعير احتمالات مرتفعة لبدء دورة تيسير تدريجية بعد فترة طويلة من التشديد، وهو ما دعم بقاء الذهب فوق مستوى 4,100 دولار للأونصة.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: هذه التوقعات تضغط على عوائد السندات الأمريكية وتقلل من جاذبية الأصول الدولارية ذات العوائد الثابتة، ما يميل إلى دعم أسعار الذهب على المدى القصير والمتوسط ويُبقي المشترين في حالة استعداد لاستغلال أي تراجعات نحو مناطق الدعم لبناء مراكز جديدة.

الخبر الثاني: بيانات التضخم عند المنتجين (PPI) في الولايات المتحدة أظهرت تباطؤاً واضحاً مقارنة بقراءات الأشهر السابقة، ما يشير إلى انحسار ضغوط التكلفة على المنتجين ويقلل الحاجة إلى تشديد نقدي إضافي من جانب الفيدرالي.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: تباطؤ تضخم المنتج يدعم قناعة السوق بأن الفيدرالي يقترب من نهاية دورة التشديد، وهو ما يضغط على العوائد الحقيقية ويحد من قوة الدولار، وبالتالي يدعم تماسك الذهب عند مستويات مرتفعة تاريخياً، مع حفاظه على التداول أعلى 4,100 دولار.

الخبر الثالث: عدد من بيوت الخبرة الدولية قامت برفع توقعاتها لمسار الذهب خلال السنوات المقبلة، مع ترجيح أن يدور متوسط السعر في 2026 بالقرب من نطاق 4,450–4,900 دولار للأونصة، واحتمال اقتراب الأسعار من مستوى 5,000 دولار خلال 2027، مستندة في ذلك إلى استمرار طلب البنوك المركزية وتنامي دور الذهب في تنويع الاحتياطيات.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: هذه المراجعات التصاعدية لا تؤثر مباشرة على الدولار والعوائد، لكنها تعكس قناعة متزايدة بأن بيئة الفائدة الحقيقية المنخفضة وعدم اليقين النقدي ستستمر لعدة سنوات، ما يعزز ثقة المستثمرين متوسط وطويل الأجل في استمرار المسار الصاعد للذهب، ويحوّل أي هبوط عميق محتمل إلى فرصة استثمارية بدلاً من إشارة على نهاية الاتجاه.

---

ثالثاً: العوامل الجيوسياسية والطلب العالمي على الذهب

الخبر: تقارير دولية ومصادر بحثية متخصصة تؤكد أن البنوك المركزية حول العالم تواصل زيادة حيازاتها من الذهب بوتيرة قوية خلال 2025، في ظل مسار تدريجي لتنويع الاحتياطيات بعيداً عن الدولار واستمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي عالمياً.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: هذه البيئة تدعم عادة الطلب على الملاذات الآمنة وتُبقي الذهب في قلب استراتيجيات التحوط لدى البنوك المركزية وصناديق الاستثمار. وفي حال استمرار هذه الأوضاع أو تصاعدها، يُرجَّح أن يدعم الطلب الاستثماري على الذهب ويميل بالأسعار للصعود على المدى المتوسط والطويل، بينما قد يؤدي أي تحسن جوهري ومستدام في الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية إلى تخفيف مؤقت في زخم الطلب لصالح الأصول عالية المخاطر دون إلغاء الدور الاستراتيجي للذهب.

---

رابعاً: خلاصة اليوم والاتجاه المبدئي المحتمل للذهب

1. الوضع العام حالياً: يتحرك الذهب حول مستوى 4,158 دولاراً للأونصة داخل نطاق 4,140 – 4,180 دولاراً، مع ميل عام يمكن وصفه بأنه صاعد على المدى القصير وصاعد/محايد على المدى المتوسط طالما ظل السعر فوق منطقة 4,000–3,955 دولاراً.

2. أهم العوامل الداعمة للذهب اليوم:

• توقعات قوية ببدء خفض الفائدة الأمريكية في ديسمبر واستمرار التيسير تدريجياً في 2026.

• بيانات تضخم عند المنتج أقل من المتوقع، ما يخفف الحاجة لتشديد إضافي ويضغط على العوائد الحقيقية.

• استمرار موجة مشتريات البنوك المركزية للذهب والتوجه لتنويع الاحتياطيات بعيداً عن الدولار في ظل بيئة جيوسياسية مضطربة.

3. أهم العوامل الضاغطة على الذهب اليوم:

• تراجع نسبي في رهان “التيسير العدواني” مقارنة بذروة شهر أكتوبر، بما يمنح الدولار والعوائد قدراً من الدعم ويُبقي احتمالات التصحيحات قائمة.

• اقتراب الأسعار من قمم تاريخية مع ظهور إشارات فنية على تشبّع شرائي في بعض الأطر الزمنية، ما يزيد من احتمالات جني الأرباح قصير الأجل.

4. القراءة المبدئية لحركة الذهب خلال الجلسة:

طالما بقيت الأسعار أعلى مستوى 4,140–4,120 دولاراً، فإن السيناريو الأقرب هو استمرار محاولات الصعود لاختبار مستوى 4,175 دولاراً ثم 4,200 دولار للأونصة، مع إمكانية امتداد الحركة نحو نطاق 4,250–4,300 دولاراً إذا استمرت توقعات خفض الفائدة ولم تصدر مفاجآت متشددة من الفيدرالي.

أما في حال كسر واضح وثبات أدنى 4,080 ثم 4,000 دولار، فقد يفتح ذلك الباب أمام حركة تصحيح أوسع باتجاه 3,955 دولاراً للأونصة، وهو سيناريو أقل ترجيحاً حالياً لكنه يظل وارداً في حال تراجع رهانات الخفض أو صدور بيانات أمريكية قوية تدعم الدولار والعوائد.

---

خامساً: تنويه مهم

هذا الملخص لأغراض تحليلية واقتصادية ولا يُمثل بأي حال من الأحوال توصية مباشرة بالشراء أو البيع.

قرارات التداول تبقى مسؤولية المتداول، ويُنصح دائماً بدمج هذا التحليل مع خطة إدارة رأس المال والاستراتيجية الخاصة بكل متداول.