ملخص لمستجدات سوق الطاقة العالمي – إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

1 ديسمبر 2025

أولاً: إمدادات وأسواق الطاقة

الخبر: بيانات هيئة الإحصاء السعودية تشير إلى أن إنتاج السعودية من النفط الخام بلغ أكثر من 3.277 مليار برميل في عام 2024، منخفضاً بنحو 6.5% على أساس سنوي مقارنةً بـ3.506 مليار برميل في العام السابق، مع تراجع استهلاك النفط الخام إلى 166.5 مليون برميل مقابل 175.6 مليون برميل في 2023.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: انخفاض الإنتاج السعودي يعكس في جانب منه التزامات المملكة باتفاقيات خفض الإنتاج ضمن تحالف أوبك+، إلى جانب إدارة داخلية لمستويات الإمداد بما ينسجم مع أوضاع السوق. ورغم تراجع الإنتاج السنوي، فإن استمرار السعودية لاعباً محورياً في التوازن بين العرض والطلب يبقي تأثيرها مهماً في استقرار الأسعار، خصوصاً إذا رافق ذلك تحسن في الطلب العالمي أو استمرار القيود على إمدادات منتجين آخرين.

ثانياً: أسعار النفط والوقود

الخبر: قطر تعلن عن رفع أسعار الوقود لشهر ديسمبر 2025، بزيادة سعر البنزين 95 سوبر إلى 2.05 ريال للتر بدلاً من ريالين، مع تثبيت سعر لتر الديزل عند 2.05 ريال، وذلك في وقت يستعد فيه عدد من أعضاء تحالف أوبك+ لوقف عودة الكميات المخفضة طوعاً خلال الفترة من يناير حتى نهاية مارس 2026.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: ارتفاع أسعار الوقود في قطر يعكس تفاعلاً مع مستويات الأسعار العالمية وتكاليف التوريد، ويشير في الوقت نفسه إلى توقعات بعدم عودة المعروض الزائد بشكل سريع. تحركات أوبك+ لضبط وتيرة إعادة الكميات المخفضة تعزز الميل نحو إبقاء السوق في حالة توازن حذر، ما يدعم أسعار النفط إذا لم يشهد الطلب تباطؤاً حاداً في الربع الأول من 2026.

ثالثاً: مستجدات تحالف “أوبك+”

الخبر: تحالف أوبك+ يقرر الإبقاء على مستويات إنتاج النفط دون تغيير خلال الربع الأول من 2026، بعد ضخ نحو 2.9 مليون برميل يومياً إضافية في السوق منذ أبريل 2025، في وقت يبطئ فيه التحالف مساعيه لاستعادة كامل حصته السوقية وسط مخاوف من تخمة محتملة في المعروض.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: قرار الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية يعكس حرص التحالف على تجنب ضغط هبوطي إضافي على الأسعار نتيجة زيادة المعروض بسرعة. الإشارة الضمنية إلى مخاوف تخمة المعروض توضح أن أوبك+ لا تزال تراقب مستويات الطلب العالمي بعناية، ما يدعم سيناريو بقاء الأسعار في نطاق متوازن بدلاً من الدخول في موجة هبوط حادة، طالما لم تشهد الاقتصادات الكبرى تباطؤاً أعمق من المتوقع.

رابعاً: تطورات أخرى في أسواق السلع والأصول

الخبر: أسعار الفضة ترتفع إلى نحو 54.47 دولاراً للأوقية في منتصف أكتوبر الماضي، بنسبة زيادة تقارب 71% على أساس سنوي، في ظل الحديث عن ندرة المعروض ونقص الإمدادات.

التحليل والتأثير المحتمل على أسواق الطاقة: الارتفاع القوي في أسعار الفضة يعكس تحوّل شريحة من المستثمرين نحو المعادن النفيسة كأصول تحوط، وهو اتجاه غالباً ما يتقاطع مع تحركات الذهب والنفط في مراحل التوتر الاقتصادي. زيادة شهية المستثمرين للأصول الملموسة قد تدعم أيضاً الطلب الاستثماري على السلع الأخرى، بما فيها الطاقة، لكن التأثير المباشر على أسعار النفط يظل محدوداً مقارنةً بعوامل العرض والطلب الأساسية في سوق الخام.

الخبر: أسواق الأسهم في الخليج تتراجع، خصوصاً مؤشر السوق السعودية الذي انخفض بنحو 0.5% بعد هبوط أسعار النفط الخام يوم الجمعة، وذلك رغم تحسن المعنويات عموماً مع توقع خفض محتمل لأسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الفترة المقبلة.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: تراجع أسواق الأسهم الخليجية مع هبوط أسعار النفط يعكس استمرار حساسية الأصول المالية في المنطقة لتقلبات الخام، نظراً لوزن قطاع الطاقة في اقتصاداتها. في المقابل، توقعات خفض الفائدة الأمريكية على المدى القريب تدعم سيناريو تحسن النشاط الاقتصادي العالمي، ما قد ينعكس إيجاباً على الطلب على الطاقة مستقبلاً، ويخفف من آثار التراجعات الحالية في الأسعار إذا تحققت تلك التوقعات.