ملخص لمستجدات سوق الطاقة العالمي – إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

2 ديسمبر 2025

---

أولاً: إمدادات وأسواق الطاقة

الخبر: موسكو تؤكد أن الوضع في سوق النفط العالمية مستقر بشكل عام، على الرغم من وجود تقلبات ومخاطر مرتبطة بالأوضاع الجيوسياسية.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: تصريحات الاستقرار تعكس ثقة في كفاية المعروض الحالي، لكنها لا تلغي حساسية الأسعار لأي تصعيد جيوسياسي مفاجئ. استمرارية الهدوء النسبي في الإمدادات تدعم بقاء الأسعار في نطاق متوازن، بينما يبقى خطر ارتفاعها قائماً إذا تصاعدت التوترات في مناطق الإنتاج أو العبور.

الخبر: ناقلتان عملاقتان للنفط الخام تنطلقان في رحلة طويلة من غيانا إلى الهند، مع سعي شركات التكرير الهندية إلى تنويع مصادر الخام والبحث عن بدائل للنفط الروسي الخاضع للعقوبات.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: توجه الهند إلى شراء خام غيانا وغيره من الخامات البديلة يعكس إعادة تشكيل خريطة التدفقات العالمية للنفط، حيث يُعاد توجيه البراميل بعيداً عن الأسواق المتأثرة بالعقوبات. هذا التنويع يساهم في تخفيف أثر القيود على الخام الروسي على توازن السوق، وقد يحد من أي ارتفاعات كبيرة في الأسعار ناتجة عن النقص في خامات معينة.

الخبر: الهند تعتزم خفض وارداتها من النفط الخام الروسي بنسبة تصل إلى 50%، مع بحث مشترك مع روسيا عن وسائل للالتفاف على العقوبات الأمريكية بهدف الإبقاء على جزء من تدفق الإمدادات.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: أي تخفيض فعلي في مشتريات الهند من الخام الروسي يضغط على مبيعات موسكو ويجبرها على تقديم خصومات أكبر أو البحث عن أسواق بديلة، ما يعمّق حدة المنافسة السعرية بين الخامات. في المقابل، سعي الطرفين لإيجاد قنوات بديلة يعكس رغبة في استمرار تدفق النفط الروسي إلى آسيا، وهو عامل قد يحد من تأثير العقوبات على المعروض الكلي في السوق العالمية.

الخبر: شركة غونفور السويسرية لتجارة السلع الأولية تدرس شراء أصول في قطاع النفط والغاز في الولايات المتحدة في محاولة لبناء علاقة أفضل مع الإدارة الأمريكية الحالية.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: توسع شركات التجارة العالمية في أصول النفط والغاز داخل الولايات المتحدة يعزز الاستثمارات في البنية التحتية والإنتاج على المدى المتوسط، ما يدعم قدرة السوق الأمريكية على تلبية جزء أكبر من الطلب العالمي مستقبلاً، مع تأثير محدود وفوري على الأسعار الفورية.

الخبر: تركيا تخفض وارداتها من خام الأورال الروسي الرئيسي بمقدار 100 ألف برميل يومياً في نوفمبر مقارنةً بأكتوبر، لتنخفض إلى نحو 200 ألف برميل يومياً، مع تشديد العقوبات الغربية على موردي الطاقة الروس واتجاه المصافي التركية إلى درجات بديلة من الخام.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: انخفاض واردات تركيا من خام الأورال مؤشر إضافي على تأثير العقوبات في أنماط التجارة النفطية، ويُظهر استمرار التحول نحو خامات بديلة. وعلى الرغم من أن الكميات ليست ضخمة بمقياس السوق العالمية، إلا أن استمرار هذه التحولات يعمّق إعادة توزيع التدفقات ويؤثر في فروقات الأسعار بين الخامات المختلفة.

الخبر: العراق يدعو شركات أمريكية إلى التفاوض للتنافس على إدارة حقل “القرنة 2” النفطي، بعد فرض عقوبات أمريكية على شركة “لوك أويل” الروسية المالكة لحصة في المشروع.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: دخول شركات أمريكية محتملة لإدارة أحد الحقول الكبرى في العراق قد يضمن استمرارية الإنتاج وتطوير الطاقات الإنتاجية على المدى المتوسط، ما يدعم استقرار إمدادات الخام العراقي إلى الأسواق العالمية، ويحد من مخاطر تعطل الإنتاج بسبب التغيرات في هيكل الملكية.

الخبر: مصر تقرر الاستغناء عن سفينة إعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي (وحدة التغويز) الراسية في ميناء العقبة في الأردن بعد فترة إيجار لمدة ستة أشهر، في ظل عدم الحاجة لها مع استقرار واردات الغاز الطبيعي من إسرائيل.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: القرار يعكس تحسناً في أمن إمدادات الغاز لمصر والمنطقة، وتقليص الاعتماد على الوحدات العائمة المؤقتة. استقرار تدفقات الغاز يقلل الضغوط على استخدام المشتقات النفطية لتوليد الكهرباء، ما قد يحد تدريجياً من نمو الطلب على بعض أنواع الوقود النفطي في القطاع الكهربائي.

ثانياً: أسعار النفط والوقود

الخبر: شركتا أرامكو السعودية وسوناطراك الجزائرية ترفعان أسعار البيع الرسمية لغاز البترول المسال لشهر ديسمبر 2025 بما يتراوح بين نحو 3.3% و5.4% بسبب محدودية المعروض العالمي، حيث رفعت أرامكو سعر البروبان 20 دولاراً للطن إلى 495 دولاراً، ورفعت سوناطراك سعر البروبان 15 دولاراً للطن إلى 470 دولاراً للطن.

التحليل والتأثير المحتمل على أسواق الطاقة: رفع أسعار غاز البترول المسال يعكس شحاً نسبياً في الإمدادات مع دخول فصل الشتاء وارتفاع الطلب على وقود التدفئة، ما قد يدفع بعض المستهلكين للتحول إلى بدائل أخرى من الوقود. هذه الضغوط على سوق الغاز المسال يمكن أن تدعم نسبياً الطلب على المشتقات النفطية الأخرى في بعض الأسواق، لكنها في المجمل تبقى عاملاً مكملاً أكثر من كونها محركاً رئيسياً لأسعار خام النفط.

ثالثاً: مستجدات تحالف “أوبك+”

الخبر: الأمانة العامة لمنظمة أوبك تعلن تسلمها خطط تعويض محدثة من روسيا والعراق والإمارات وكازاخستان وسلطنة عمان، تتعلق بكيفية تعويض الكميات التي تم إنتاجها فوق الحصص المتفق عليها سابقاً.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: تحديث خطط التعويض يشير إلى استمرار التزام الدول المعنية بإطار أوبك+ لإدارة المعروض، ما يعزز مصداقية التحالف في أعين السوق ويحد من مخاطر حدوث فائض كبير في الإمدادات نتيجة تجاوز الحصص لفترات طويلة، وهو عامل داعم لاستقرار الأسعار.

الخبر: بيانات أوبك تظهر أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم عند نحو 303.2 مليار برميل، ما يمثل قرابة 19.4% من الإجمالي العالمي البالغ 1.57 تريليون برميل حتى نهاية 2024.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: ضخامة الاحتياطيات الفنزويلية تعكس الإمكانات الكبيرة غير المستغلة بالكامل في البلاد، لكن التحديات السياسية والاقتصادية والعقوبات المفروضة تحد من قدرة فنزويلا على زيادة إنتاجها في المدى القريب. وبالتالي يبقى تأثير هذه الاحتياطيات في التوازن الفعلي للسوق محدوداً حالياً، مع بقائها عاملاً محتملاً على المدى البعيد إذا تحسنت الظروف.

الخبر: وزير الطاقة السعودي يؤكد أن الآلية الجديدة التي اعتمدها تحالف أوبك+ لتقييم أقصى قدرة إنتاجية للأعضاء ستسهم في استقرار الأسواق على المدى البعيد، كما ستكافئ الدول التي تستثمر في رفع طاقتها الإنتاجية.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: ربط الحصص الإنتاجية المستقبلية بالقدرة الإنتاجية القصوى الفعلية يشجع الأعضاء على الاستثمار في تطوير الحقول والبنية التحتية، ما يعزز أمن الإمدادات على المدى الطويل. وفي الوقت نفسه، يبعث برسالة إلى السوق بأن التحالف يعمل على موازنة الحاجة للاستثمار مع ضرورة تجنب تخمة المعروض، وهو ما يدعم استقرار الأسعار ضمن نطاقات مقبولة للمنتجين والمستهلكين.

رابعاً: تطورات أخرى في قطاع الطاقة

الخبر: الحكومة البريطانية تقرر سحب دعم مالي يبلغ نحو 1.15 مليار دولار من مشروع الغاز الطبيعي المسال في موزمبيق الذي تديره شركة “توتال إنرجيز”.

التحليل والتأثير المحتمل على أسواق الطاقة: سحب الدعم الحكومي قد يؤدي إلى تأخير في تنفيذ المشروع أو إعادة هيكلة ترتيبات التمويل، ما يحد من سرعة دخول إمدادات جديدة من الغاز المسال إلى السوق العالمية في السنوات المقبلة. هذا التأخير المحتمل في إضافة طاقات جديدة للغاز قد يُبقي بعض الضغوط على توازن العرض والطلب في سوق الغاز، مع تأثير غير مباشر في دعم أسعار الطاقة عموماً إذا استمرت المشاريع البديلة في مواجهة تحديات مشابهة.