ملخص لمستجدات سوق الطاقة العالمي – إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

5 ديسمبر 2025

أولاً: إمدادات وأسواق الطاقة

الخبر: ارتفاع أسعار أصول ناقلات النفط الخام بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة إلى نحو 88 مليون دولار للناقلة التي يبلغ عمرها 10 سنوات، بينما يبلغ متوسط قيمة الناقلة البالغ عمرها 5 سنوات قرابة 118 مليون دولار، مدفوعاً بقفزات أسعار الشحن وتقلص عدد السفن المتاحة الملتزمة بالمعايير.

التحليل والتأثير المحتمل على أسواق الطاقة: الارتفاع القوي في قيم ناقلات النفط يعكس ضغوطاً مستمرة في سوق الشحن البحري، ما يرفع تكلفة نقل الخام والمنتجات النفطية عالمياً. هذه التكاليف الإضافية قد تنعكس على أسعار البيع النهائية، خصوصاً للوجهات البعيدة، وتزيد من حساسية الأسواق لأي اضطرابات جديدة في سلاسل الإمداد أو في عدد السفن المتاحة.

الخبر: الممثل التجاري للاتحاد الأوروبي في فنزويلا يعلن أن واردات الاتحاد من النفط الخام الفنزويلي ستتوقف في عام 2025، بعد سلسلة من التراجعات منذ 2024، عقب قرار الولايات المتحدة إلغاء التراخيص التي كانت تتيح لشركات النفط الأوروبية العمل هناك رغم الحظر.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: وقف واردات النفط الفنزويلي إلى أوروبا يحدّ من تنوع مصادر الإمداد للقارة، لكنه يأتي في سياق اعتماد أوسع على خامات أخرى من الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الشمالية. بالنظر إلى محدودية الكميات الفعلية المتدفقة من فنزويلا في السنوات الأخيرة، يُتوقع أن يكون الأثر على التوازن الكلي للسوق محدوداً، مع بقاء التأثير الأكبر على الخريطة التجارية الإقليمية للفنزويلي الخام.

الخبر: وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني تخفض توقعاتها لأسعار النفط خلال الفترة من 2025 وحتى 2027 إلى نحو 63 دولاراً للبرميل مقابل 65 دولاراً في تقديرات سابقة، مع الإشارة إلى وجود فائض في المعروض، في حين ترجّح نمو الطلب العالمي بمقدار 800 ألف برميل يومياً في عامي 2025 و2026، بعد زيادة قدرها 900 ألف برميل يومياً في الربع الثالث من العام الجاري.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: خفض التوقعات يعكس رؤية أكثر حذراً تجاه قدرة السوق على استيعاب المعروض الإضافي في ظل تباطؤ نسبي في نمو الطلب، مع بقاء الزيادات المتوقعة في الاستهلاك أقل من مستويات دورات سابقة. هذه النظرة تدعم سيناريو بقاء الأسعار ضمن نطاقات معتدلة، مع اعتماد كبير على سياسات أوبك+ في ضبط المعروض للحيلولة دون هبوط حاد للأسعار.

الخبر: كازاخستان تعلن أن نقطة رسو تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود عادت للعمل بكامل طاقتها، بعد توقف وجيز نتيجة تضرر في نقطة الرسو بالمحطة القريبة من ميناء نوفوروسيسك الروسي، علماً أن الخط ينقل أكثر من 80% من صادرات كازاخستان ويتعامل مع أكثر من 1% من الإمدادات العالمية.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: استئناف العمل بكامل الطاقة في خط أنابيب بحر قزوين يقلل من مخاطر انقطاع الإمدادات من كازاخستان، ويبدد جزءاً من المخاوف التي قد تدفع الأسعار للصعود في حال استمرار التوقف. هذا التطور يساهم في استقرار صادرات الخام من آسيا الوسطى، ويحافظ على تدفق جزء مهم من الإمدادات العالمية دون انقطاع.

الخبر: تركيا تعلن استكمال إجراءات تمديد عقدين لاستيراد الغاز من روسيا بإجمالي 22 مليار متر مكعب، مع دراسة الاستثمار في إنتاج الغاز الأمريكي ضمن مساعي تنويع مصادر الطاقة.

التحليل والتأثير المحتمل على أسواق الطاقة: استمرار التعاقدات طويلة الأجل مع روسيا يضمن لتركيا إمدادات مستقرة من الغاز، في حين يمثل التوجه نحو الاستثمار في الغاز الأمريكي خطوة لتعزيز مزيج الإمدادات وتقليل المخاطر الجيوسياسية. هذا التنويع يدعم أمن الطاقة التركي، وقد يخفف مستقبلاً من حدة التقلبات في أسعار الغاز المحلية.

الخبر: شركتا “شل” و”بتروناس” تتفاوضان مع مصر لرفع سعر غاز المرحلة الثانية عشرة من مشروع حقول غرب مياه الدلتا العميقة بنحو 20%.

التحليل والتأثير المحتمل على أسواق الطاقة: المطالبة برفع الأسعار تعكس ارتفاع تكاليف التطوير والإنتاج في الحقول البحرية العميقة، إلى جانب تحسن نسبي في أسعار الغاز عالمياً مقارنة بمستويات سابقة. أي زيادة في أسعار الغاز المورد لمصر قد ترفع كلفة الإمدادات المحلية على المدى المتوسط، لكنها في المقابل قد تحفّز الشركات على تسريع وتيرة الاستثمار والتطوير في الحقول البحرية.

ثانياً: أسعار النفط والطاقة

الخبر: بنك “إيه إن زد” يرجّح أن تبقي الهجمات المتبادلة على منشآت الطاقة بين روسيا وأوكرانيا خام برنت فوق مستوى 60 دولاراً للبرميل، في ظل مخاوف من اضطرابات ممتدة في الإمدادات.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: استمرار المخاطر الجيوسياسية في منطقة البحر الأسود والبنية التحتية للطاقة في روسيا وأوكرانيا يضيف علاوة مخاطرة على الأسعار، حتى في ظل وفرة نسبية في المعروض. هذه العلاوة قد تمنع هبوط خام برنت إلى مستويات متدنية جداً، ما دام خطر تعطل الإمدادات قائماً أو متجدداً.

الخبر: السعودية تخفض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا لشهر يناير 2026 إلى علاوة قدرها 0.60 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/دبي، وهو أدنى مستوى للعلاوة منذ خمس سنوات.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: خفض العلاوة السعرية للخام العربي الخفيف يعكس رغبة السعودية في الحفاظ على تنافسيتها في السوق الآسيوية في ظل تباطؤ الطلب ووجود بدائل مخفضة السعر من روسيا وإيران. هذا التخفيض يضغط على هوامش بعض المنتجين المنافسين، وقد يحد من ارتفاع الأسعار الآجلة، لكنه في الوقت نفسه يهدف إلى حماية الحصة السوقية السعودية في أهم سوق استهلاكية للخام في العالم.