ملخص لمستجدات سوق الذهب العالمي – إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

5 ديسمبر 2025 – السعر الفوري يقارب 4,226 دولاراً للأونصة

---

أولاً: نظرة سريعة على حركة الذهب

يتداول الذهب حالياً قرب مستوى 4,226 دولارات للأونصة في نطاق يتراوح تقريباً بين 4,200 و4,260 دولاراً خلال الجلسات الأخيرة، مع ميل عام للحركة العرضية المائلة للصعود بعد موجة ارتفاع قوية في بداية ديسمبر دفعت الأسعار نحو أعلى مستوياتها في نحو ستة أسابيع.

شهد الذهب خلال الأسابيع الماضية موجة صعود واضحة انطلقت من مناطق تقارب 4,000–4,050 دولاراً إلى قمم تتجاوز 4,250–4,280 دولاراً للأونصة، مدفوعة بتزايد توقعات خفض الفائدة الأمريكية وضعف الدولار، مع ظهور الذهب قرب 4,226 دولاراً في عدة تقارير دولية هذا الأسبوع. فنياً، يتحرك السعر داخل قناة صاعدة على الإطار اليومي و4 ساعات، مع تكوّن قيعان صاعدة فوق نطاق 4,100–4,150 دولاراً، ما يشير إلى أن الحركة الحالية أقرب إلى تماسك وتجميع أعلى 4,200 ضمن اتجاه صاعد رئيسي.

مستويات فنية مهمة لليوم (ليست توصية تداول):

• دعم رئيسي أول: 4,200 دولار للأونصة.

• دعم ثانٍ محتمل: 4,160 ثم 4,120 دولاراً، مع اعتبار 4,050–4,000 دولاراً منطقة دعم نفسية أعمق في حال توسّع التصحيح.

• مقاومة قريبة أولى: 4,260 دولاراً للأونصة.

• مقاومة تالية: 4,300–4,330 دولارات للأونصة؛ واختراق هذه المنطقة قد يفتح المجال لإعادة استهداف القمة التاريخية الأخيرة المسجَّلة في أكتوبر–نوفمبر 2025.

---

ثانياً: الأخبار الاقتصادية الأمريكية والدولار والفائدة

الخبر الأول: الذهب يتحرك عرضياً قبل بيانات تضخم حاسمة واجتماع الفيدرالي

تشير تقارير اليوم إلى أن الذهب يتداول مستقراً قرب 4,215–4,230 دولاراً للأونصة مع توازن بين ضعف الدولار وارتفاع عوائد السندات الأمريكية، في وقت يترقب فيه المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية واجتماع الفيدرالي بتاريخ 9–10 ديسمبر لتأكيد أو نفي خفض الفائدة المتوقع.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: ضعف الدولار في الأيام الأخيرة يدعم الذهب نظرياً، لكن ارتفاع عوائد السندات يحد من الاندفاع الصعودي، فينتج عنه سلوك تماسك بدلاً من اختراقات قوية. استمرار هذه الحالة يعني أن الذهب يميل للحفاظ على تموضعه أعلى 4,200 مع احتمالات حركة جانبية حتى صدور بيانات التضخم. أي مفاجأة سلبية للدولار (تضخم أضعف أو لهجة مائلة للتيسير) قد تدفع الأسعار لاختبار 4,260–4,300، بينما مفاجأة متشددة قد تعيد السعر لاختبار 4,160–4,120.

الخبر الثاني: استطلاعات تؤكد رهان الأسواق على خفض فائدة في ديسمبر

تشير استطلاعات لوكالات ومؤسسات بحثية إلى أن غالبية الاقتصاديين تتوقع خفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر، رغم انقسام داخل الفيدرالي بين مؤيد للتيسير ومتحفظ بحجة بقاء التضخم أعلى الهدف. كما تظهر أدوات تسعير الفائدة أن الأسواق تسعّر احتمالاً مرتفعاً لخفض الفائدة هذا الشهر.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: تثبيت هذه التوقعات يدعم سيناريو بقاء العوائد الحقيقية تحت ضغط، ما يضع سقفاً لقوة الدولار في المدى المتوسط. هذا يعزز السردية الصعودية للذهب، ويجعل أي هبوط تصحيحي حالياً فرصة لإعادة التمركز للمستثمرين الذين يراهنون على دورة تيسير نقدي تمتد إلى 2026، ما دام الفيدرالي لا يعود فجأة إلى لهجة تشدد حاد ومفاجئ.

---

ثالثاً: العوامل الجيوسياسية والطلب العالمي على الذهب

الخبر: استمرار شهية البنوك المركزية والمؤسسات للذهب

تؤكد بيانات مجلس الذهب العالمي وتقارير متطابقة من عدة مصادر أن الطلب العالمي على الذهب في الربع الثالث من 2025 – بما في ذلك التعاملات خارج البورصات – ارتفع إلى حوالي 1,313 طناً، وهو أعلى مستوى ربع سنوي منذ بدء جمع هذه البيانات، مدفوعاً بطلب قوي من الصناديق المتداولة والسبائك والعملات.

بالتوازي، واصلت البنوك المركزية زيادة مشترياتها، حيث بلغت صافي مشتريات الربع الثالث نحو 220 طناً، بزيادة 28% عن الربع السابق، بينما أظهرت بيانات أكتوبر وحده شراءً قدره 53 طناً، وهي من أقوى القراءات الشهرية في 2025 حتى الآن، في إطار استراتيجية واضحة لتنويع الاحتياطيات بعيداً عن الدولار.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: هذا النمط يعكس توجهاً استراتيجياً لدى البنوك المركزية – خصوصاً في الأسواق الناشئة – لتنويع الاحتياطيات بعيداً عن الدولار، في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي والمالي عالمياً. استمرار الطلب الرسمي والمؤسسي بهذه القوة يدعم تكوّن قاعدة سعرية أعلى بكثير من متوسطات السنوات السابقة، ويجعل أي هبوط قوي دون 4,000 دولار – إن حدث مستقبلاً – هدفاً مغرياً لعمليات تجميع من قبل هذه الجهات.

---

رابعاً: خلاصة اليوم والاتجاه المبدئي المحتمل للذهب

1. الوضع العام حالياً: يتحرك الذهب حول 4,226 دولارات للأونصة داخل نطاق تقديري 4,200 – 4,260 دولاراً، مع ميل عام يمكن وصفه بأنه صاعد على المدى القصير وصاعد/إيجابي على المدى المتوسط طالما ظل السعر فوق منطقة 4,150–4,050 دولاراً، مع اعتبار 4,000 دولار حداً نفسياً رئيسياً للمستثمرين الكبار.

2. أهم العوامل الداعمة للذهب اليوم:

• توقعات قوية بخفض الفائدة في اجتماع ديسمبر، مع ترجيح غالبية الاقتصاديين والمستثمرين خطوة خفض بمقدار 25 نقطة أساس.

• استمرار ضعف الدولار النسبي مقارنة بذروة قوته في فترات سابقة من 2025، بدعم من بيانات اقتصادية متباينة وتزايد رهانات التيسير.

• طلب قياسي من المستثمرين والبنوك المركزية على الذهب، مع أرقام قوية للربع الثالث وأكتوبر تؤكد أن الذهب ما يزال جزءاً أساسياً من استراتيجيات إدارة المخاطر والاحتياطيات.

3. أهم العوامل الضاغطة على الذهب اليوم:

• ارتفاع عوائد السندات الأمريكية في الجلسات الأخيرة، ما يحد من استفادة الذهب الكاملة من ضعف الدولار.

• حالة الترقّب لبيانات التضخم وقرار الفيدرالي، والتي تشجع بعض المتعاملين على جني الأرباح وتقليص التعرض للمخاطر قبل صدور الأرقام.

4. القراءة المبدئية لحركة الذهب خلال الجلسة:

طالما بقيت الأسعار أعلى مستوى 4,200–4,190 دولاراً، فإن السيناريو الأقرب هو استمرار الحركة في نطاق جانبي مائل للصعود مع قابلية لاختبار 4,260 ثم 4,300 دولاراً للأونصة، خصوصاً إذا جاءت إشارات البيانات والتصريحات في اتجاه يدعم خفض الفائدة واستمرار ضعف الدولار.

أما في حال كسر واضح وثبات أدنى 4,190 ثم 4,160 دولاراً، فقد يفتح ذلك الباب أمام تصحيح أوسع باتجاه 4,120 ثم 4,080 دولاراً للأونصة، مع بقاء هذا السيناريو – حتى الآن – تصحيحياً داخل اتجاه صاعد أكبر، وليس بداية دورة هبوطية ما لم يتبنَّ الفيدرالي لهجة متشددة بشكل غير متوقع أو تسجّل البيانات قفزة مفاجئة في التضخم.

---

خامساً: تنويه مهم

هذا الملخص لأغراض تحليلية واقتصادية ولا يُمثّل بأي حال من الأحوال توصية مباشرة بالشراء أو البيع.

قرارات التداول تبقى مسؤولية المتداول، ويُنصح دائماً بدمج هذا التحليل مع خطة إدارة رأس المال والاستراتيجية الخاصة بكل متداول.