ملخص لمستجدات سوق الذهب العالمي – إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

8 ديسمبر 2025 – السعر الفوري يقارب 4,216 دولاراً للأونصة

---

أولاً: نظرة سريعة على حركة الذهب

يتداول الذهب حالياً قرب مستوى 4,216 دولاراً للأونصة في نطاق تقديري بين 4,190 و4,240 دولاراً خلال الساعات الأخيرة، مع ميل عام للحركة العرضية المائلة للصعود بعد تراجعات محدودة في بداية الأسبوع الماضي ثم عودة للاستقرار أعلى مستوى 4,200 دولار.

خلال الأسابيع الماضية شهد الذهب موجة صعود قوية انطلقت تقريباً من نطاق 4,000–4,050 دولاراً وصولاً إلى قمم قرب 4,250–4,280 دولاراً للأونصة، مدفوعة بتزايد رهانات خفض الفائدة الأمريكية وضعف الدولار النسبي، قبل أن يدخل حالياً في مرحلة تماسك أعلى 4,200 بانتظار قرار الفيدرالي.

فنياً، يتحرك السعر داخل قناة صاعدة على الإطار اليومي و4 ساعات، بينما يبدو المسار قصير الأجل عرضياً مائلاً للصعود مع بقاء القيعان الأخيرة أعلى نطاق 4,150–4,170 دولاراً، ما يدعم فكرة أن الحركات الحالية تصحيحية داخل اتجاه صاعد أوسع، وليست انعكاساً كاملاً للاتجاه.

مستويات فنية مهمة لليوم (ليست توصية تداول):

• دعم رئيسي أول: 4,180 دولاراً للأونصة.

• دعم ثانٍ محتمل: 4,150 ثم 4,120 دولاراً، مع اعتبار منطقة 4,080–4,050 دولاراً كقاعدة أعمق للتصحيح لو زادت الضغوط.

• مقاومة قريبة أولى: 4,240 دولاراً للأونصة.

• مقاومة تالية: 4,270–4,300 دولارات للأونصة، واختراقها يفتح المجال لمحاولة إعادة اختبار القمة التاريخية الأخيرة المسجَّلة هذا العام.

---

ثانياً: الأخبار الاقتصادية الأمريكية والدولار والفائدة

الخبر الأول: الذهب يستفيد من ضعف الدولار وترقّب قوي لخفض الفائدة

تشير تقارير دولية إلى أن الذهب يتحرك قرب 4,200 دولار للأونصة مع ارتفاع طفيف، مستفيداً من ضعف الدولار وتزايد رهانات السوق على أن الفيدرالي سيقوم بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه هذا الأسبوع (9–10 ديسمبر)، مع تقدير احتمالات الخفض في نطاق 85–90% وفق أدوات متابعة الفائدة.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: استمرار ضعف الدولار وتسعير خفض الفائدة يضغطان على العوائد الحقيقية للسندات الأمريكية، ما يقلل جاذبية الأصول المدِرّة للفائدة مقارنة بالذهب. هذا المناخ يدعم بقاء الذهب فوق 4,200 ويجعل أي هبوط باتجاه 4,180–4,150 أقرب إلى تصحيح وفرص إعادة تموضع للمستثمرين، ما لم يفاجئ الفيدرالي الأسواق بلهجة متشددة بشكل واضح.

الخبر الثاني: توقعات بـ «خفض حذر» من الفيدرالي

تتوقع غالبية المحللين أن يقدم الفيدرالي على ما يسمى بـ«الخفض الحذر»، أي خفض بمقدار 25 نقطة أساس مع نبرة حذرة في التوجيهات المستقبلية للحد من رهانات الخفض المتكرر في 2026. هذا السيناريو يضع الأسواق في حالة ترقّب لبيان الفائدة ومؤتمر جيروم باول، وسط تذبذب حذر في الأسهم والسندات.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: خفض الفائدة في حد ذاته عامل داعم للذهب، لكن إذا جاءت النبرة مصحوبة بتشدد لفظي نسبي، فقد يُكبح ضعف الدولار وتبقى العوائد تحت ضغط محدود فقط، ما يعني استمرار التذبذب بدل انطلاق موجة صعود حادة. في هذه الحالة قد يتحرك الذهب في نطاق 4,150–4,300 حتى تتضح خارطة خفض الفائدة للعام القادم.

---

ثالثاً: العوامل الجيوسياسية والطلب العالمي على الذهب

الخبر: طلب استثماري ورسمي قياسي على الذهب في 2025

يُظهر تقرير مجلس الذهب العالمي للربع الثالث 2025 أن إجمالي الطلب على الذهب (بما في ذلك التعاملات خارج البورصات) ارتفع بنحو 3% على أساس سنوي إلى مستوى يقارب 1,313 طناً، وهو من أعلى المستويات المسجّلة تاريخياً، مع قفزة في الطلب الاستثماري من صناديق المؤشرات والسبائك والعملات.

في المقابل، واصلت البنوك المركزية شراء الذهب بوتيرة قوية، حيث ارتفعت مشترياتها الصافية مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في سياق واضح لتنويع الاحتياطيات بعيداً عن الدولار في ظل التوترات الجيوسياسية ومخاطر التباطؤ الاقتصادي العالمي.

التحليل والتأثير المحتمل على الذهب: هذا السلوك يعكس تحول الذهب إلى أصل حماية استراتيجي في محافظ المستثمرين والبنوك المركزية، وليس مجرد أداة مضاربة قصيرة الأجل. استمرار الطلب الرسمي والاستثماري القوي يدعم تكوّن أرضية سعرية مرتفعة للذهب، ويجعل أي هبوط قوي دون 4,000 دولار – إن حدث مستقبلاً – فرصة جذابة لعمليات تجميع على المدى المتوسط أكثر منه إشارة لانهيار في القصة الصعودية.

---

رابعاً: خلاصة اليوم والاتجاه المبدئي المحتمل للذهب

1. الوضع العام حالياً: يتحرك الذهب حول 4,216 دولاراً للأونصة داخل نطاق تقديري بين 4,190 و4,240 دولاراً، مع ميل عام يمكن وصفه بأنه عرضي مائل للصعود على المدى القصير، وصاعد/إيجابي على المدى المتوسط طالما ظل السعر فوق منطقة 4,150–4,050 دولاراً، مع اعتبار مستوى 4,000 دولار حداً نفسياً مهماً للمستثمرين.

2. أهم العوامل الداعمة للذهب اليوم:

• ارتفاع احتمالات خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر إلى مستويات مرتفعة وفق عقود الفيدرالي المستقبلية وأدوات المتابعة.

• ضعف الدولار النسبي في الأسابيع الأخيرة بدعم من بيانات أمريكية متباينة وضغوط على العوائد الحقيقية.

• استمرار الطلب القياسي من المستثمرين والبنوك المركزية على الذهب، في ظل حالة ضبابية جيوسياسية واقتصادية عالمية.

3. أهم العوامل الضاغطة على الذهب اليوم:

• احتمال أن يأتي قرار الفيدرالي على صورة «خفض حذر» بنبرة متشددة نسبياً، بما قد يدعم الدولار مؤقتاً ويحد من اندفاع الذهب الصعودي.

• قرب الأسعار من قممها التاريخية، وهو ما يشجع شريحة من المتعاملين على جني الأرباح وتقليص المخاطر قبل صدور قرار الفائدة وبيانات التضخم.

4. القراءة المبدئية لحركة الذهب خلال الجلسة:

طالما بقيت الأسعار أعلى مستوى 4,180–4,170 دولاراً، فإن السيناريو الأقرب هو استمرار الحركة في نطاق جانبي مائل للصعود مع قابلية لاختبار 4,240 ثم 4,270 دولاراً للأونصة إذا استمر ضعف الدولار وبقيت توقعات خفض الفائدة قوية دون مفاجآت متشددة.

أما في حال كسر واضح وثبات أدنى 4,170 ثم 4,150 دولاراً، فقد يفتح ذلك الباب أمام تصحيح أوسع باتجاه 4,120 ثم 4,080 دولاراً للأونصة، مع بقاء هذا السيناريو – في الوقت الحالي – ضمن إطار تصحيح داخل اتجاه صاعد أكبر ما لم نشهد انقلاباً حاداً في لهجة الفيدرالي أو عودة قوية لصعود الدولار والعوائد.

---

خامساً: تنويه مهم

هذا الملخص لأغراض تحليلية واقتصادية ولا يُمثّل بأي حال من الأحوال توصية مباشرة بالشراء أو البيع.

قرارات التداول تبقى مسؤولية المتداول، ويُنصح دائماً بدمج هذا التحليل مع خطة إدارة رأس المال والاستراتيجية الخاصة بكل متداول.