ملخص لمستجدات سوق الطاقة العالمي – إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

9 ديسمبر 2025

أولاً: إمدادات وأسواق الطاقة

الخبر: الغاز الطبيعي المسال الروسي يواصل التدفق إلى الصين، حيث صدّرت إحدى المنشآت الروسية الناقلة «فاليرا» إلى محطة استيراد الغاز في مدينة «بيهاي» جنوب الصين، في خطوة تعكس استمرار تدفقات الغاز الروسي رغم العقوبات الأمريكية.

التحليل والتأثير المحتمل على أسواق الطاقة: استمرار صادرات الغاز المسال الروسي إلى الصين يؤكد تحوّل جزء كبير من تجارة الغاز الروسية نحو آسيا، ويحد من تأثير العقوبات الغربية على إجمالي الطلب على الغاز الروسي. هذا المسار يعزز الشراكة الطاقية بين موسكو وبكين ويؤمن للصين إمدادات بأسعار تنافسية، ما يزيد الضغط على موردي الغاز المسال الآخرين في السوق الآسيوية، وإن كان تأثيره المباشر على أسعار النفط الخام محدوداً ويظهر بشكل أكبر في معادلة المنافسة داخل سوق الغاز.

الخبر: بيانات تشير إلى أن الصين استوردت 12.38 مليون برميل من النفط الخام يومياً في نوفمبر، بزيادة 4.88% على أساس سنوي، وهو أعلى معدل استيراد منذ أغسطس 2023، مع تراجع الشحنات الروسية بنحو 157 ألف برميل يومياً وارتفاع الشحنات السعودية بنحو 345 ألف برميل يومياً.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: ارتفاع واردات الصين إلى هذا المستوى يعكس تحسناً في الطلب الآسيوي، ما يدعم تماسك أسعار النفط رغم المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي. تراجع حصة الخام الروسي لصالح زيادة الإمدادات السعودية يوضح إعادة توزيع داخل سلة الموردين أكثر من كونه انخفاضاً في الطلب الكلي. استمرار هذه الوتيرة من الواردات الصينية يشكل عاملاً داعماً للأسعار، لكنه يبقى رهناً بمسار النمو الاقتصادي الصيني في الأشهر المقبلة.

الخبر: الكرملين يؤكد أن الهند ستواصل شراء النفط الروسي ما دام ذلك يخدم مصالحها الاقتصادية، في إشارة إلى استمرار التعاون الطاقي بين الجانبين.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: تأكيد استمرار المشتريات الهندية من الخام الروسي المخفض السعر يعني بقاء قناة تصريف رئيسية للنفط الروسي خارج الأسواق الغربية. هذا الواقع يدعم استمرار وفرة المعروض من البراميل ذات الحسومات السعرية في آسيا، ما يضغط على هوامش بعض المنتجين المنافسين، ويحد من قدرة الأسعار العالمية على تسجيل ارتفاعات حادة ما لم يقابله خفض كبير من جانب أوبك+.

الخبر: بولندا تسعى للتحول إلى نقطة رئيسية لدخول شحنات الغاز المسال العالمية إلى وسط وشرق أوروبا، في خطوة تهدف إلى توفير بدائل أكثر استقراراً للإمدادات التي كانت تمر عبر خطوط الأنابيب التقليدية.

التحليل والتأثير المحتمل على أسواق الطاقة: تطوير بولندا كبوابة رئيسية للغاز المسال في المنطقة يعيد رسم خريطة تدفقات الطاقة نحو وسط وشرق أوروبا، ويقلل الاعتماد على خطوط الأنابيب القادمة من الشرق. هذا التحول يعزز أمن الطاقة الأوروبي على المدى المتوسط، ويدعم دور الغاز المسال كمصدر رئيسي للإمدادات، مع تأثير غير مباشر في تخفيف حساسية المنطقة تجاه الاضطرابات الجيوسياسية في مسارات الأنابيب التقليدية.

الخبر: بنك «جيه بي مورغان» يتوقع أن يشهد سوق النفط فائضاً كبيراً في عام 2026، مع احتمال ارتفاع المخزونات العالمية بمقدار 2.8 مليون برميل يومياً في حال عدم خفض الإنتاج، في حين يُرجَّح استفادة الغاز الطبيعي الأمريكي من طاقات تصدير جديدة وارتفاع الطلب على الطاقة.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: هذه التوقعات تعكس رؤية حذرة للغاية تجاه توازن السوق على المدى المتوسط، وتشير إلى احتمالية دخول السوق في مرحلة فائض واضح في حال لم تتخذ أوبك+ وغيرها من المنتجين الكبار إجراءات استباقية لضبط الإنتاج. مثل هذا الفائض قد يضغط على الأسعار نحو مستويات أدنى من التقديرات الحالية، بينما يستفيد الغاز الأمريكي من تعاظم دوره كمصدر رئيسي للإمدادات العالمية من خلال توسع قدرات التصدير.

الخبر: قوات الدعم السريع في السودان تعلن السيطرة على حقل «هجليج» النفطي الاستراتيجي في ولاية جنوب كردفان، والذي يضم نحو 75 بئراً وينتج قرابة 20 ألف برميل يومياً من النفط السوداني، إضافة إلى محطة معالجة مركزية لنحو 130 ألف برميل من نفط جنوب السودان.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: سيطرة طرف مسلح على أحد أهم الحقول في السودان يفاقم المخاطر الأمنية المحيطة بإنتاج وتصدير النفط من السودان وجنوب السودان، ويهدد استقرار الإمدادات عبر خطوط الأنابيب المرتبطة بالحقل. ورغم أن الكميات المعنية ليست ضخمة بمقياس السوق العالمية، فإن استمرار التوتر قد يعرقل استثمارات مستقبلية في القطاع ويضيف عنصراً جديداً إلى خريطة المخاطر الجيوسياسية في إفريقيا.

الخبر: الشركات الصينية تنسحب من قطاع النفط في السودان بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في حقول الإنتاج جراء الاعتداءات المتكررة.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: انسحاب الشركات الصينية يضعف القدرة الإنتاجية المستقبلية لقطاع النفط السوداني، ويؤخر خطط التطوير والصيانة والتوسعة. على المدى الطويل، قد يؤدي ذلك إلى تراجع مستدام في طاقة الإنتاج من هذه المنطقة، لكنه يبقى تأثيراً محدوداً على المستوى العالمي، مقابل أثر أكبر على إيرادات السودان وثقة المستثمرين في بيئة الأعمال هناك.

الخبر: الإمارات تعلن عزمها زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال خلال الفترة المقبلة.

التحليل والتأثير المحتمل على أسواق الطاقة: توسع الإمارات في صادرات الغاز المسال يعزز دورها كلاعب مهم في سوق الغاز العالمية، ويدعم توجه دول الخليج لتنويع مزيج الطاقة وتقليل الاعتماد على صادرات النفط الخام فقط. دخول كميات إضافية من الغاز المسال إلى السوق يساعد على تعزيز المعروض، وقد يخفف من حدة التقلبات السعرية في فترات الذروة، خصوصاً في الأسواق الآسيوية والأوروبية.

الخبر: كازاخستان تخطط لتزويد الصين بحوالي 50 ألف طن متري من النفط الخام مباشرة من حقل «كاشاغان» خلال ديسمبر، في أول شحنة من هذا النوع بعد تضرر محطة بحرية تابعة لاتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين بهجوم بطائرة مسيّرة.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: هذه الخطوة تعكس مرونة كازاخستان في إيجاد مسارات بديلة لتصدير الخام في ظل المخاطر التي تواجه البنى التحتية في البحر الأسود. ورغم أن الكمية محدودة نسبياً، فإنها تؤكد سعي المنتجين في آسيا الوسطى لتقليل الاعتماد على ممر واحد للصادرات، ما يقلل من مخاطر الانقطاع الكلي في حال تعرض خطوط الأنابيب أو الموانئ الرئيسة لهجمات جديدة.

الخبر: العراق يوقف إنتاج النفط بالكامل في حقل «غرب القرنة 2» التابع لشركة لوك أويل الروسية، والذي ينتج نحو 460 ألف برميل يومياً، بسبب تسرب في خط أنابيب التصدير.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: توقف حقل بهذا الحجم مؤقتاً يمثل صدمة ملموسة للمعروض من أحد أهم المنتجين داخل أوبك، وقد يدعم الأسعار على المدى القصير إذا طال أمد الإصلاحات. لكن إذا تمكنت السلطات العراقية من إصلاح خط الأنابيب وإعادة الإنتاج سريعاً، فسيظل أثر هذا التوقف محدوداً زمنياً، مع بقاء السوق أكثر حساسة لأي انقطاعات إضافية في الإمدادات من مناطق أخرى.

الخبر: ارتفاع صادرات النفط العُماني بنسبة 0.1% خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025 لتصل إلى نحو 256.5 مليون برميل، وفق بيانات رسمية.

التحليل والتأثير المحتمل على أسعار النفط الخام: الزيادة الطفيفة في صادرات النفط العُماني تعكس استقراراً في إنتاج السلطنة ضمن التزاماتها في إطار تحالف أوبك+. هذه الأرقام تشير إلى قدرة عُمان على الحفاظ على مستويات إنتاج قريبة من طاقتها المتاحة دون توسع كبير في الإمدادات، ما يجعل أثرها على التوازن الإجمالي للسوق محدوداً، لكنه يعزز موثوقية السلطنة كمورّد مستقر في المنطقة.

ثانياً: تطورات استراتيجية وأسعار الطاقة

الخبر: أسعار الغاز الأوروبية تستهل الأسبوع على استقرار نسبي، مع ارتفاع العقود الهولندية القياسية بنحو 0.33 يورو لتصل إلى 27.72 يورو لكل ميغاوات/ساعة، لكنها لا تزال قرب أدنى مستوى لها منذ 19 شهراً، في ظل تراجع الطلب على التدفئة بفعل الطقس الأكثر دفئاً من المعتاد.

التحليل والتأثير المحتمل على أسواق الطاقة: استمرار أسعار الغاز الأوروبية قرب قيعانها في ظل شتاء دافئ نسبياً ومستويات مريحة من المخزونات يقلل من الضغوط المباشرة على المستهلكين والصناعة، ويخفف من مخاطر عودة أزمة طاقة حادة في المدى القريب. هذا الوضع يحد من احتمالات ارتفاع قوي في أسعار النفط المرتبط جزئياً بالتحول من الغاز إلى المنتجات النفطية لأغراض التدفئة، لكنه يبقي الأسواق في حالة ترقب لأي موجات برد حادة أو انقطاعات مفاجئة في الإمدادات.