ملخص لمستجدات سوق الذهب العالمي – إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

10 ديسمبر 2025 – السعر الفوري يقارب 4,212 دولاراً للأونصة

أولاً: حركة الذهب خلال الجلسات الأخيرة

الخبر: يتداول الذهب عالمياً قرب مستوى 4,212 دولاراً للأونصة، ضمن نطاق تقديري بين 4,180 و4,230 دولاراً خلال الساعات الأخيرة، مع ميل للحركة العرضية الهادئة أعلى الحاجز النفسي 4,200 دولار، في انتظار قرار الفيدرالي الأمريكي اليوم.

التحليل والتأثير المحتمل: تمركز الأسعار أعلى 4,200 مع دفاع واضح عن منطقة 4,170 خلال الأيام الماضية يشير إلى تكوّن قاعدة سعرية جديدة نسبياً، ما يجعل أي هبوط محدود نحو 4,180–4,150 في هذه المرحلة أقرب إلى تصحيح داخل اتجاه صاعد، وليس بداية انعكاس هابط مكتمل ما لم تتغير معطيات الفائدة والدولار بشكل حاد.

ثانياً: قرار الفيدرالي الأمريكي المرتقب والفائدة

الخبر: الأسواق تترقب اليوم قرار الفيدرالي الأمريكي في ختام اجتماعه (9–10 ديسمبر)، مع تسعير واسع لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وتقديرات لاحتمال الخفض تدور بين 80 و90% وفق أدوات تسعير الأسواق.

التحليل والتأثير المحتمل: خفض الفائدة يدعم الذهب من خلال الضغط على العوائد الحقيقية وإضعاف الدولار على المدى المتوسط، لكن الأهم هو لهجة الفيدرالي تجاه 2026؛ فإذا كانت النبرة متوازنة أو أقل تشدداً من مخاوف الأسواق قد يفتح ذلك الباب أمام توسع صعودي باتجاه 4,250–4,280، بينما لهجة متشددة قد تدفع الذهب لتصحيح أعمق نحو 4,150–4,100 قبل أن يعود الطلب الاستثماري للظهور.

ثالثاً: البيانات الاقتصادية الأمريكية وتوقعات التيسير

الخبر: بيانات سابقة حول الوظائف والنشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة أظهرت تباطؤاً نسبياً، ما عزز رهانات بدء دورة تيسير نقدي تدريجي في 2026، ودفع عدداً من بيوت الأبحاث إلى ترجيح استمرار الزخم الصاعد للذهب خلال العام المقبل مع استهداف نطاقات سعرية أعلى.

التحليل والتأثير المحتمل: استمرار أي إشارات على تهدئة التضخم وتباطؤ النمو سيدعم سردية التيسير النقدي وبالتالي بقاء الذهب في مسار صاعد متوسط الأجل، بينما عودة مفاجئة لبيانات قوية جداً قد تعيد طرح سيناريو “فائدة أعلى لفترة أطول”، وهو سيناريو ضاغط نسبياً على الذهب لكنه لا يُسقط بالضرورة قصة الصعود الهيكلية ما دام الطلب الاستثماري والرسمي قوياً.

رابعاً: الطلب العالمي والبنوك المركزية

الخبر: تقارير مجلس الذهب العالمي لربع 2025 الثالث تؤكد استمرار الطلب القياسي على الذهب، مع ارتفاع إجمالي الطلب (بما في ذلك التعاملات خارج البورصات) وتسجيل مشتريات قوية من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار، رغم المستويات التاريخية المرتفعة للأسعار خلال العام.

التحليل والتأثير المحتمل: هذا النمط من السلوك يعكس تعامل البنوك المركزية وكبار المستثمرين مع الذهب كأصل حماية استراتيجي في مواجهة التضخم ومخاطر العملات والتوترات الجيوسياسية، ما يرسخ وجود “أرضية سعرية مرتفعة” ويجعل أي هبوط حاد محتمل نتيجة مفاجآت من الفيدرالي فرصة لإعادة بناء المراكز على المدى المتوسط أكثر منه إشارة لانهيار في المسار الصاعد.

سؤال للنقاش:

في ضوء ترقّب قرار الفيدرالي اليوم، هل يكون تحرك الذهب القادم عبارة عن موجة صعود جديدة فوق قمم 2025 الحالية، أم أننا أمام تصحيح أعمق مؤقت قبل استئناف المسار الصاعد على المدى المتوسط؟