أكد جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي، خلال الندوة السنوية في “جاكسون هول” اليوم الجمعة، على استمرار البنك المركزي في مسيرته لكبح جماح التضخم بقوة، ما يتطلب تحمل تبعات هذه التحركات والتي قد تنعكس على معدلات النمو، وظروف سوق العمل. وأكد أنه لا مجال لتكرار الأخطاء وأن الفيدرالي تعلم الدرس جيدًا وسيحارب التضخم بكل قوة.
تأتي تلك التصريحات على عكس بعض التوقعات التي رجحت بدء الفيدرالي في تيسير نهجه في محاربة التضخم، بعد أن كان قد رفع أسعار الفائدة بـ 0.75% في كل من الاجتماعين السابقين. وقال باول: “نتخذ خطوات قوية وسريعة لتعديل الطلب بحيث يتماشى بشكل أفضل مع العرض، ولإبقاء توقعات التضخم ثابتة، وسنواصل ذلك حتى نتأكد من إنجاز المهمة”.
وقد المح رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن هناك 3 دروس هامة على مدار الـ 25 عاماً الماضية تتمثل في:
- على البنوك المركزية أن تتحمل مسؤولية تخفيض معدلات التضخم وتحقيق استقرار الأسعار. وقال: “مسؤوليتنا في تحقيق استقرار الأسعار غير مشروطة”.
- يمكن لتوقعات المستهلكين للتضخم المستقبلي أن تلعب دوراً مهماً في تحديد مسار الأسعار بمرور الوقت. “كلما صعد التضخم، زاد عدد الذين يتوقعون أن يظل مرتفعاً، وقاموا ببناء هذا الاعتقاد في قرارات الأجور والتسعير”.
- يجب أن نواصل مسيرتنا حتى تنتهي المهمة. يظهر التاريخ أن تكاليف العمالة لخفض التضخم من المرجح أن تزداد مع التأخر، حيث يصبح التضخم المرتفع أكثر رسوخاً في تحديد الأجور والأسعار.
وفي الختام قد أقر باول بأن استعادة استقرار الأسعار سيستغرق بعض الوقت، وقد يحدث بعض التقهقر في ظروف سوق العمل. وأشار إلى أنه في حين أن أسعار الفائدة المرتفعة، والنمو البطيء، وظروف سوق العمل الهادئة ستؤدي إلى تخفيض التضخم، فإنها ستسبب أيضاً بعض الألم للأسر والشركات، وقال: “هذه هي التكاليف المؤسفة لخفض التضخم. لكن الفشل في استعادة استقرار الأسعار سيعني ألماً أكبر بكثير”.
وقال باول: “من المرجح أن تتطلب استعادة استقرار الأسعار الحفاظ على موقف سياسي مقيد لبعض الوقت.. التاريخ يحذر بشدة من تيسير السياسات قبل الأوان، وقرارنا في اجتماع سبتمبر سيعتمد على مجمل البيانات الواردة وتطور التوقعات”.
التعليقات